Telegram Group Search
لن أخبرك أنِّي أحتاجك، ولن أتحدَّث بصراحةٍ معك، لن تشاهدني أتألمُ مرةً أخرى ..
لن نتخاصم أبدًا، سأكونُ هادئًا للحد الذي يُشْعِرُك بأني لستُ موجودًا ...
ترهقني وتربكني تفاصيل الخذلان الصغيرة ..
بالرغم من أنني ذات الشخص الذي يتقبل المصائب والأزمات الثقيلة بهدوء وصبر ..
كأن عقلي يصعب عليه استيعاب أن يُخذل في مواقف صغيرة لم تكن تتطلب مجهودًا كبيرًا ممن خذلني ..
الألم هنا يأتي من أنني لم أكن أنتظر الكثير، لكن القليل الذي تمنيته لم يأت أيضًا ...
أحيانًا أشعر برغبةٍ لِأنْ يكون صدري فارغًا تمامًا من كل شيء ..
وأحيانًا أبحث عن كل ما هو غير موجود؛ فقط ‏لِأستعيدَ معنى الشعور ...
لم يسبقْ لي في حياتي أنْ رغبتُ في الصمت كهذه الرغبة التي تعتريني ..
رغبتي هذه الفترة بالصمت، تشبه إلى حدٍّ ما رغبة العطشان برشفة ماء ...
لا يستمر معي أي شيء طويلًا ..
كنتُ أغادر عن كل شيء، عمّا أحب، عمّا أكره، عمّا أريد وعمّا لا أريد ..
لقد قضيتُ حياتي كلها وأنا أشعر –دائمًا– بأنّ عليَّ أن أُغادر ...
كلما استوطن اليأس في قلبي، شعرتُ بأنِّي لا أريد من الحياةِ سوى أن أخرجَ من هذا الشعور ..
هذا الشعور يشبه النار التي تشتعل في أحلامي، وتلتهم روحي ...
قد يبدو الأمر مثيرًا بعض الشيء، ولكنه مخيفٌ حقًا حين أطلت التأمل ..
لقد وجدتُ أنني لطالما أنقذتُ نفسي في أقصى النهايات فعلاً ..
وكأن هذا الإنقاذ المستمر يشعرني بأني مخلوقٌ من حافةٍ ما، من عنقِ زجاجةْ، من دقيقةٍ أخيرةْ، من الرَّمقِ النهائيّ لكلِّ شيءْ ...
ماذا عساك أنْ تفعلَ لي ..؟
لو علِمتَ بأني مُنهَكٌ من البُكاء، ورُوحي هشّةٌ، ولا يسعُني فعلُ شيء، وطوقُ النجاةِ قد ابتعدَ عنِّي، ولم يعُدْ بمقدوري الاستمرار ...
‏ولكنّي اليومَ غيرُ الأمسِ تمامًا، لقد تجردت من شغف المجازفة وعاطفة اللوم والعتاب ..
أصبحتُ على استعدادٍ تام على أن لا أملك من دنياي إلا نفسي لا أكثر ...
‏القاعدة الثابتة هي أنّ الحياة غير عادلة، قد تنعشك بنزواتٍ صغيرةٍ من حين لآخر ..
لكنها تجعلك تستيقظُ في اليوم التالي لِتُصْدَمَ بمرارةِ الواقع ...
قد تشعرُ بالوُحدة وأنتَ بين كثير من البشر، وقد تشعرُ بالفرح وأنتَ مع شخصٍ واحد ..
الأمرُ ليس مُتَعلقًا بعددِ مَنْ هُم حولك، بل مُتَعلقٌ بقلبِ مَنْ هو بجانبك ...
ما تدمِّرُه الأفعال لن يصلحَه الكلام، الفعل يُستبدل بفعل، هكذا تكون الكُفّارة ...
تُحزنني تفاهة الأسباب التي تدمر الأشياء العظيمة ...
لم تكن سعادتي كاملةً أبداً، حتى أقصى حالات الفرح كانت فقط حزناً أقل ...
توقع الخذلان من الجميع، حتي ذلك الذي لا تتوقع منه أن يخذلك ...
أرجو أن تأتي الأيام التي تكون من فرط حنوِّها عليّ أكاد لا أتذكر ما أحزنني وأطفأ روحي ...
لا شيء يؤلم أكثر من أن يتحول الشخص الذي أحببته إلى درسٍ قاسٍ في الحياة ...
التراكمات قد تجعل الشخص يقسو رغم لين قلبه، أو يكابر رغم شدة حبه ...
2024/06/26 05:26:03
Back to Top
HTML Embed Code: